الاثنين، 9 فبراير 2009

بين ياسر و عثمان .... بين الحق و الباطل

بين ياسر و عثمان.... بين الحق و الباطل
(( قصة واقعية ))

الحديث اليوم يتعلق بشخصين يشكلان طرفي نقيض في العقيدة و الفكر و المبدأ , ولاشك بأن هذا الاختلاف لم يكن وليد هذه المرحلة الزمنية , إنما كان الاختلاف قديما يصل عمره الدنيوي إلى أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمن .اختلافهم الدنيوي نشأ من دار صغيرة أسست أساس الظلم و الجور على آل البيت عليهم السلام , دار يطلق عليها (السقيفة)) .
إن اختلاف هذان الشخصان ليس طفرة تتعلق بهم وحدهم بل إن هناك المئات بل مئات الألوف من الأشخاص ممن ينطبق عليهم حال هذان الشخصان اللذان سيتم الحديث عنهم بهذا الموضوع .
ياسر و عثمان هما المحور الرئيسي للموضوع , ياسر طالب علم شيعي يتولى عليا عليه السلام و يتبرأ من أعدائه المجرمين وهو الذي اشتهر بتصريحاته المتشددة ضد الوهابية , ياسر الذي قال كلمته بكل جرأه و صراحة دون خوف أو تردد أو تملق , ياسر الذي ضحى بعائلته الصغيرة و الكبيرة في سبيل الدفاع عن المذهب الحق , فهو الذي سجن و حاول الطغاة داخل السجن بشتى الوسائل أن يتخلصوا منه بقتله بسبب ما قاله بصراحة عن الظالمين المجرمين , ياسر الذي حكم عليه بالسجن بتهمة الإساءة إلى الصحابة وخرج بعد فترة بعفو صدر من الجهات المسئولة , ولكن ضغوط الوهابية على السلطة جعلتها تتراجع عن قرارها و تطلب من ياسر العودة إلى غياهب السجون , لولا أن العناية الإلهية كان لها رأي و تدبير آخر , فتمت هجرة ياسر إلى بلد الضباب ليستقر هناك ويباشر حياته وهو غريب .
الشخص الآخر هو عثمان , داعية سلفي ينصب العداء لآل البيت عليهم السلام , إمام و خطيب و شيخ من مشايخ الوهابية في الكويت , لديه العديد من الكتب و الأشرطة و البرامج التلفزيونية والتي تثبت تجرئه على أئمة الهدى سلام الله عليهم والطعن فيهم و التقليل من شأنهم حتى قام هذا (الناصبي) وبكل وقاحة و جرأه على أحكام و أوامر الله عز و جل بالنيل من سيدة نساء العالمين الصديقة الطاهرة المظلومة فاطمة الزهراء روحي فداها على مسامع الجميع بقناة النصب الوهابية (المستقلة) , فقام هذا الخسيس و صرح علانية بأن الزهراء عليها السلام بها (منقصة) والعياذ بالله لأنها لم تسمح للأول بالصلاة عليها .
تجرئه في نشرات كثيرة وزعت بالمساجد و بالأماكن العامة منها النشرة التي وزعت بمحرم الحرام يذكر فيها براءة الملعون يزيد من دم الإمام السبط الشهيد (ع) و يضيف بأن الحسين لم يستمع لرأي الصحابة أمثال ( عبدالله بن عمر)!! بعدم الخروج ولكن خرج ويقصد بذلك الإمام الحسين عليه السلام وقتل , وغير هذا من ما ذكره من الطعن الصريح بعقائد الشيعة .عثمان الذي رفعت عليه العديد من القضايا تتعلق بتعديه على أهل البيت (ع) وعلى مذهب إسلامي (المذهب الشيعي) ولكن كان في كل مرة يخرج منها دون أي محاسبة تذكر , بل بالعكس كانوا يؤيدونه و يؤازرونه علانية !!!
عثمان الذي مازال بعد كل هذا الهجوم و الطعن الواضح بآل البيت عليهم السلام الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا , حرا طليقا يمارس طقوسه بالتحريض على آل البيت ومحبي آل البيت من الشيعة من خلال أشرطته و محاضراته المختلفة التي لا تخلوا مهما كان الموضوع من الطعن بالشيعة و أئمتهم و عقيدتهم .عثمان الذي يتواجد بمكتبه يوميا ويجلس بين أهله في بلده دون أي مساءلة له بل بالعكس مازالت الأبواق المؤيدة له تتعالى .
نرجع إلى الحبيب !!
ياسر الذي ذاق مرارة و ألم الغربة مرتين , مرة بسفره و هجرته إلى بريطانيا ومرة من خلال دور و موقف أبناء مذهبه و أبناء عقيدته الذين تنكروا له و حاربوه بل و شنعوا عليه و لازال البعض لغاية هذه اللحظة يتعدى على شخص ياسر, للأسف الشديد هذا هو حال الشيعة في الكويت , منهم من يحارب ياسر خوفا و منهم من يخاف على مكاسبه المادية ومنهم من لديه ثارات مع التيار الذي كان ينتمي إليه ياسر ومنهم من لديه عداوة شخصية مع مرجع تقليد ياسر ومنهم من يريد التملق للعامة على حساب مذهبه و عقيدته حتى يوصف بالمدافع عن الوحدة الإسلامية ((ألا بؤسا لهذه الوحدة إن كانت على حساب المذهب الحق )) .
بالنتيجة ظل ياسر وحيدا فريدا لم يجد له ناصر إلا القليل من المؤمنين ممن وقفوا معه وكانوا يقدمون له المساعدة كل حسب استطاعته .
لماذا ؟؟!!
لماذا نحارب أنفسنا بأنفسنا , بغض النظر عن صحة أو خطأ ما فعله ياسر , لكن ما كنا نتصور أن نمزق أجسادنا بأيدينا !هناك الكثير ممن خالفوا ياسر ولكن لم يتصرفوا كما تصرف الغالبية بالطعن والشتم والتعدي على شخصه و كيانه ولعنه و البراءة منه , كان أوجب أن تنتفضوا يا شيعة ضد النواصب الذين يقومون جهرا بسب وشتم أئمتكم المعصومين ولكن للأسف تقفون صامتين صمت القبور تجاه النواصب بل أنكم تقدمون لهم أبناءكم على طبق من ذهب كما فعلتم مع ياسر, والعكس صحيح في معسكر عثمان , ترى أن أصحابه و أبناء فكره أحاطوا به وعملوا على جعله أميرا للدعاة عندهم و استقبلوه استقبال الأبطال في المطار عندما عاد من المناظرات التي أجريت في قناة (المستقلة) فكان باستقباله أكثر من ثلاثة آلاف شخص علما بأن الجميع يعلم بأنه لم يفعل أي شيء في المناظرة بل أنه هرب هروب الأذلاء من المباهلة ولكن أصحابه لم يدعوه بل ساندوه وشدوا من أزره , ومازالوا يتهافتون عليه حتى أصبح هذا العثمان رمزا لهم في الدفاع عن عقيدتهم في وجه (الروافض الكفرة) حسب قولهم عن الشيعة , فتراهم رغم اختلافاتهم يتحدون ويصطفون اصطفافا واحدا للنيل منك يا شيعي يا موالي و من عقائدك .
يقول البعض بأن ياسر شكل عداوات مختلفة مع بعض الأشخاص و بعض التيارات الشيعية في البلد وذلك لبعض مواقفه تجاه بعض العلماء فلذلك لم يجد أحدا يقف معه .
فللرد على ذلك نقول :
بأن حتى لو كان هذا صحيحا كان يجب على الجميع أن يقف معه وأن لا نتركه وحيدا في يد أحفاد بني أمية ولكن كان يجب أن تكون هناك وقفة شامخة حتى نزلزل الأرض تحت أقدامهم ليعلموا أن أبناء محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين سيبقون شامخين رافعين الرؤوس رغم أنوف الوهابية, بعد ذلك نجلس جميعا ونحاسب ياسر في بيتنا الداخلي الشيعي ليأخذ كل ذي حق حقه . ولكن للأسف الشديد رغم علم الجميع بأن ما بين ياسر وعثمان كالذي بين الحق و الباطل , ترى الغالبية وقد غلبت عليهم المصالح الشخصية والمصالح السياسية على المصلحة الكبرى و الأهم لنا وهي مصلحة المذهب و مصلحة الكويت الحبيبة .
بعد كل هذا هل بالفعل ينطبق على هؤلاء لفظ (الشيعة) ؟؟!!

هناك 5 تعليقات:

  1. السلام عليكم

    موضوع حساس جدا طرحته بجرأة وواقعية ..

    ستتهم بالطائفية والتعصب و ربما الزندقة أيضا ..

    التشتت بين أبناء المذهب أعتبره ميزة .. فنحن لا نتعصب تعصبا أعمى لبعضنا لمجرد كوننا من نفس المذهب كما يفعل غالبية أبناء المذاهب الأخرى

    دمت بحفظ الله

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. اذا اردنا مصلحة الكويت المفروض الاثنين يتحاسبون ويتحاكمون بحكم عادل
    لا ومو بأي حكم ينفع معاهم وما ينفع فيهم إلا الحكم العثمانيين وهو
    خوازيييق ب....

    ردحذف
  4. اختي العزيزه سيدة التنبيب

    شكرا جزيلا على مروركي وتواصلكي

    واتمنى ان لانحرم من تواصلك و تعليقك

    ردحذف
  5. الاخ العزيز Gawme

    سعيد بتواصلك و مرورك

    نعم نريد جميعنا مصلحة الكويت ولكن لانريد ايضا ان نهمش و ان لايكال بمكيالين في المواضيع التي تخصنا
    نريد العدالة و المساواة وهذا ما نص عليه دستورنا

    وشكرا مرة اخرى على تواصلك

    ردحذف