الأحد، 12 سبتمبر 2010

أين أنتم من بن عثيمين !!!


قال ابن عثيمين في شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ص477 : 

" ولا شك أنه حصل من بعضهم -أي الصحابة- سرقة (!) وشرب خمر (!!) وقذف (!!!) وزنى بإحصان وزنى بغير إحصان (!!!!) ، لكن كل هذه الأشياء تكون مغمورة في جنب فضائل القوم ومحاسنهم وبعضها أقيم فيه الحدود فيكون كفارة . 

ثم بين المؤلف شيئا من فضائلهم ومحاسنهم بقوله : ( من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ) فكل هذه مناقب وفضائل معلومة مشهورة ، تغمر كل ما جاء من مساوئ القوم المحققة ، فكيف بالمساوئ غير المحققة أو التي كانوا فيها مجتهدين متأولين ".

ابن عثيمين تكلم عن بحار الفضائل التي تنغمر فيها الكبائر والطامات ونسبها لكل الصحابة ، والسؤال : من هو الصحابي يا ابن عثيمين ؟!!

فيجيب بنفسه في ص 450 : " كل من اجتمع به مؤمنا به ومات على ذلك ".

وهل هذا هو المجاهد المهاجر المناضل المنافح المكافح والذاب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يكون لكل واحد منهم فضائل تنغمر فيه تلك الطامات
والكبائر التي اعترف بها ابن عثيمين !!!!! بل يكفي أن يسلم في آخر يوم من حياة النبي ويراه !! فحينها تنغمر كل كبائره وطوامه وسفكه للدماء في فضائله ومناقبه ؟!

أو لعل
الفضائل التي تزيل الجبال الرواسي هي الإيمان بالله ورسوله ، وعليه لكل منا إذن بحر ينغمر فيه ما ينغمر . هرج في هرج .

وسؤالنا الأهم : ما معنى تنغمر ؟! ،، يغفرها الله !! ، وما يدريك ؟!! فهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسان حاله : { قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } (الأنعام/15).

وكذا : { وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }(يونس/15). 

ونساء النبي يحذرهم الله تعالى من عذابه : { يَانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا }(الأحزاب/30).

ويقول بإطلاق صريح : { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ }(النساء/14). 

والله سبحانه لا يحابي أحدا { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(الأنفال/67).

{ لَوْلاَ كِتَابٌ مِنْ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }(الأنفال/68). 

وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } (التوبة/38). 

{ إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }(التوبة/39).

ثم أخفيت نظرية ابن عثيمين عن أبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه حينما كان يكرر دائما في وجه بعض الصحابة هذه الآية { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }(التوبة/34). 

{ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ ِلأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }(التوبة/35). 

وأين حديث الحوض وأنه لا ينجو من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا كهمل النعم !! ، وأين سير الصحابة الذين كانوا يخافون النفاق على أنفسهم ويخافون النار حتى
صار بعضهم يبكي قبل موته من سوء المطلع ومخافة النار !! فأين كلام الله من كلام ابن عثيمين !! 

مجرد سؤال منقول 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق