
أرفض ولاية الفقيه ويجب إجراء استفتاء عام في إيران على تغيير النظام
في مقابلة أجرتها معه إذاعة «بي. بي. سي» (قسم اللغة الفارسية) أعرب حسين الخميني حفيد الامام الخميني عن رفضه لولاية الفقيه مؤكدًا أنه طالما يبقى هذا النظام ودستوره قائمين لن يحصل أي تغيير.
حسين الخميني:
بوجه عام وعلى أساس معتقداتنا أن الحكومة الدينية قد تكون محتكرة بيد شخص مرتبط بالوحي الإلهي
وهو ليس إلا شخص النبي الكريم والأئمة المعصومين وفي الوقت الحاضر الذي يكون فيه إمامنا الثاني عشر غائبًا ونحن في عهد الغيبة فبالتالي لا يمكن أن تكون هناك حكومة دينية إسلامية.
المذيع:
عفوًا، ولكن جدك لم يكن له هكذا رأي.
حسين الخميني:
إن ولاية الفقيه موضوع يمكن الاختلاف فيها، فيقول البعض بأنه لا توجد هناك ولاية الفقيه ويقول البعض هناك توجد ولاية الفقيه.
المذيع:
إذن تختلف سماحتك مع جدك في رأيه وأسلوبه فيما كان هو مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، أليس كذلك؟
حسين الخميني:
نعم، ولكن هذا من الناحية الإيجابية وليس من الناحية السلبية، هذا اختلاف في الرأي الاجتهادي وخلاف في الفكر والرأي.
المذيع:
مع ذلك سماحتك قلت في تصريحات لك: لو كان جدي حيًا الآن لرفض ما هو قائم الآن في إيران من نظام الجمهورية الإسلامية ولانضمّ إلى صفوف المعارضين، لماذا تقول بذلك؟
حسين الخميني:
نعم، ذلك بسبب ما يرتكبون الآن في إيران من أعمال الظلم والجور أي الأعمال الغير صحيحة، فإنهم لا ينفذون حتى ما يدعونه بأنه أحكام الإسلام.
المذيع:
هل يمكن أن تضرب سماحتك بعض الأمثلة على ذلك؟
حسين الخميني:
الإعدامات التي تنفذ وما يتم من حالات مصادرة الأموال والاعتقالات.. إنهم يحتجزون المتهمين لمدد كثيرة في السجون قبل أن يثبت أنهم مجرمين، ولاحقًا يثبت لهم أن السجين لم يكن مذنبًا فيخلون سبيله.
المذيع:
إن ما عدّدت من الأعمال كان يجري وينفذ بكل شدة وحدة في عهد حياة جدك وعندما كان هو زعيم الجمهورية الإسلامية.
حسين الخميني:
نعم كانت هذه الأعمال تجري آنذاك أيضًا، ونحن رفضناها آنذاك أيضًا.. ففي عامي 1980 و1981 ألقيت أنا نفسي كلمة في مدينة «مشهد» ورفضت رسميًا الإعدامات ورفضت رسميًا الاعتقالات.
المذيع:
سماحتك وخلال حديثك لجريدة الإصلاحيين اعتبرت طريق السيد خاتمي منتهيًا ووصفته بأنه قد انقضى، هل يمكن لك مزيد من الإيضاح بهذا الصدد؟
حسين الخميني:
منذ سنوات عندما أجروا الانتخابات الأولى فهي كانت عقيمة ولم يجن المواطنون شيئًا منها. أما في الانتخابات الثانية فشارك المواطنون أملاً منهم في أن تجدي لهم فائدة ولكن لم يجنوا منها أية فائدة بل وإننا تقهقرنا إلى الوراء حتى أكثر من الجولة الأولى وهذا أمر ملموس وواضح بحيث أنه حتى السيد خاتمي هو نفسه انتقد كثيرًا في كلماته التي ألقاها يوم أمس أو يوم أمس الأول واليوم أنا قرأتها في الصحف.. إنه انتقد كثيرًا أصدقاءه وزملاءه في الحكومة بأنهم يمنعوننا من العمل ويعرقلون الأمور.
المذيع:
إذن، فما هو برأيك العائق الرئيس الذي يعرقل تحقق برامج السيد خاتمي والموالين له؟
حسين الخميني:
إنه نسيج أو تركيبة النظام الحكومي الإيراني ونسيج الدستور الإيراني، المشكلة تكمن في ذلك.. هناك ازدواجية تمنع من تحقيق الأمور.. كما إن هذه الحكومة الدينية والمذهبية تتعرض لمشاكل في الواقع الملموس في عهد غيبة الإمام المهدي وهذه المشاكل تعرقل الأمور بغض النظر أن يكون هذا الشخص أو ذاك مقصرًا ومذنبًا أو لا يكون.. هذه مشاكل جذرية تكمن في الفكر الحكومي نفسه وكذلك ظهرت في دستورنا أيضًا.
المذيع:
إذًا فمن وجهة نظر سماحتك، هل يجب إجراء استفتاء عام آخر على نوع النظام وربما تجديد صياغة الدستور الإيراني؟
حسين الخميني:
نعم، يجب أن يتم استفتاء عام على أساس النظام، لأن الإمام الخميني هو نفسه قال في الكلمة التي ألقاها في مقبرة «بهشت زهراء» بالقرب من طهران في اليوم الأول من وصوله إلى إيران: «حتى إن كان هذا النظام الشاهنشاهي قانونيًا فلا يحق لآبائنا أن يرسموا الخطوط والمناهج للأجيال القادمة.. فالجيل الحالي يرفض النظام الشاهنشاهي».. وما أشبه اليوم بالبارحة، فإن نفس الكلام ينطبق على واقع اليوم.. إن المقترعين والمصوتين في الاستفتاء العام على الجمهورية الإسلامية في اليوم الأول من شهر نيسان (أبريل) من عام 1979 هم يشكلون اليوم الأقلية في مجتمعنا الإيراني، أما الأغلبية في المجتمع الإيراني اليوم وهي الأغلبية العظمى هم الذين إما لم يكونوا آنذاك قد بلغوا سنّ التصويت وإما لم يكونوا قد ولدوا أصلاً.. كما نحن نواجه الآن مع هذه المشاكل الكبيرة أيضًا سواء أكانت المشاكل الداخلية أم الأخطار الخارجية التي تهدد بلدنا.. فما العمل وما الخيار في هذا الموقف أمامنا وأمام سكان إيران البالغ عددهم 70 مليون نسمة؟ هل من المفترض عليهم أن يبادوا من أجل أناس قلائل، أم علينا أن نحتكم إلى العقل لنجري استفتاءً عامًا فإذا جدّد الشعب الإدلاء بصوته لصالح الجمهورية الإسلامية فسوف تجتاز الجمهورية الإسلامية في هذه الحالة جميع مشاكلها الداخلية والخارجية وتواصل عملها بقوة أكبر ولكن إذا لم يصوّت الشعب لصالحها فسوف يتم معالجة المشاكل من دون إراقة دماء لأن السادة الذين لا يريدهم الشعب سيعودون من العمل للجمهورية الإسلامية إلى عيشهم الشخصي.
المذيع:
في حديث صحفي قلت سماحتك أنك تتولى قيادة معارضي النظام الحالي أو مستعد لتولي قيادتهم، هل هذا صحيح؟
حسين الخميني:
سألوني هل تتولى ذلك قلت هذا شرف كبير لي أن أتخذ خطوة في طريق تحرير الشعب وتحرير حتى شخص واحد من أبناء الشعب.
المذيع:
من هو الذي تنتظره سماحتك لتوجه إليك هذه الدعوة؟
حسين الخميني:
لا أنتظر، كان السؤال هل تتولى وهل أنت مستعد لتولي قيادة المعارضة، فأجبت أن هذا شرف كبير لي.
المذيع:
وإذا تم توجيه مثل هذه الدعوة إليك، فأي نهج ستعتمده في نضالك؟ هل ستعتمد نهجًا سياسيًا أم عسكريًا ومسلحًا؟
حسين الخميني:
النهج الذي طرحناه هو فقط موضوع الاستفتاء العام ونحن دعونا إلى ذلك، فإذا تم إجراء استفتاء عام على صيغة الحكم وفازت صيغة الجمهورية الإسلامية فعلينا جميعًا أن نطيع ونأخذ صوت الأغلبية.. في هذه الحالة يمكن اتخاذ القرار للنضال أو عدم النضال.
المذيع:
ولكن في الوقت نفسه يجب أن لا تنسى ما تفضلت بقوله عند ما كنت في العراق وهو كان حديثًا متشددًا أدلى به حفيد آية الله خميني وإذا كان مراسل تلك الجريدة صائبًا فسماحتك كنت قد جلست وراء منضدة كان عليها مصحف ورشاشة الأمر الذي كان يعطي الانطباع بأن رأيك حول نهج الكفاح والنضال نهج أشد بشكل يذكر مما تقوله الآن؟
حسين الخميني:
إذا كان المراسل قد قال هكذا فهو مخطئ لأنه وبعد ما دخل غرفتي أراد أن يخرج إلى فناء المنزل فرأى هناك فراشي مبسوطًا وكان بالقرب منه كتاب (ديوان أشعار الشاعر الإيراني «حافظ») بالإضافة إلى مسدس للدفاع عن نفسي في الليل عند خطر أو تهديد وأنت تعرف مدى خطورة الأوضاع الأمنية في العراق.
المذيع:
أما الموضوع الآخر الذي نقل عن سماحتك في المقابلة ذاتها التي أجراها معك المراسل المذكور، فهو أن سماحتك قلت: «إذا كانت بإمكان أميركا أن تجلب الحرية لإيران فلتفعل ذلك».. أليس هذا نوعًا من الدعوة من سماحتك لأميركا إلى التدخل في شؤون إيران الداخلية؟
حسين الخميني:
ليست هذه دعوة.. إننا قلنا الحرية هي المبدأ، والحرية تتقدم على الخبز، إذا استطعنا نحن الإيرانيين أن نحقق هذه الحرية بأنفسنا فهذا هو الأمثل، ولكن إذا تم يومًا ما إغلاق جميع الطرق أمامنا فهل يجب علينا أن نتخلى عن الحرية ونغض الطرف عنها ونقول إننا لا نريد الحرية؟ إننا ولدنا مرة وسوف نموت مرة، فعلينا أن نضحي بكل حياتنا
رأيي الشخصي : لا تعليق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق